DR. AOULMI.B

DR. AOULMI.B

دور الإنترنت في التعليم وتكوين خريجي الجا

    دور الإنترنت في التعليم وتكوين خريجي الجامعات

                                                            إعداد الدكتورة: بسمـة عـولمـي

 

المقدمة 

        في ظل التكنولوجيا الحديثة لا يعقل أن تكون الدول العربية رائدة الفكر والفن والحضارة والتقدم، بعيدة عن استيعاب مفاهيم العصر وأنماطه الجديدة في عالم يشهد اليوم ثورة تكنولوجية هائلة في المعلومات والإلكترونيات والحاسبات. فالاتصالات بين الدول المتقدمة والدول النامية أصبحت أكثر اتساعا وأن من يملك العلم والتكنولوجيا والمعلومات له حق البقاء، والأمر الذي يحتم علينا أن نسابق الزمن ونضاعف الجهد، حتى ندخل في زمرة من لهم فرصة البقاء بين الأقوياء. خاصة وأن الدول المتقدمة لن تمد يدها إلينا طواعية واختيارا.فالانخراط في العالم المتقدم لا يكون إلا بالجهد والعزيمة والإصرار واستيعاب آليات التقدم وهذا لن يأتي إلا من خلال التعليم المتميز.

        إن أهمية التعليم مسألة لم تعد اليوم محل جدل في أي منطقة من العالم فالتجارب الدولية المعاصرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن بداية التقدم الحقيقية بل والوحيدة هي التعليم ، وأن كل الدول التي تقدمت كان أساسها بوابة التعليم ، بل أن الدول المتقدمة نفسها تضع التعليم في أولوية برامجها وسياستها .

        ومما لا شك فيه أن جوهر الصراع العالمي هو سباق في تطوير التعليم، وأن حقيقة التنافس في العالم هو تنافس تعليمي. فثورة المعلومات، والتكنولوجيا في العالم تفرض علينا أن نتحرك بسرعة وفاعلية لنلحق بركب هذه الثورة، لأن من يفقد في هذا السباق العلمي والمعلوماتي مكانته، لن يفقد فحسب صدارته ولكنه يفقد قبل ذلك إرادته.

        إن هذا الأمر يتحتم معه مواجهة هذا التحدي والتعامل مع معطياته، لتمكين أبناء الأمة العربية من العيش في القرن الحادي والعشرين ، وهم مسلحون بلغة العصر الجديد ومفاهيمه وآلياته، بالقدر الذي يؤهلهم للتعامل الجيد مع آليات العصر واحترام الوقت واستثماره والقدرة على التكيف مع الظروف المحيطة.

وعليه، لا بد من الالتحاق بركب التكنولوجيا في مجال المعلوماتية والاتصالات للوصول إلى الصدارة مع باقي الدول التي تعمل وفق معايير علمية وتكنولوجية متطورة مما جعل أسلوب التعليم فيها سلسا نظرا لتأهيل الطلاب في المدارس والجامعات وتكوينهم تكنولوجيا. لهذا تم اختيار موضوع دور الإنترنت في التعليم وتكوين خريجي الجامعات وخاصة في بلدان الوطن العربي نظرا لأهمية الإنترنت في التعليم العالي وترسيخ مفهوم استغلال الإنترنت في المسار الصحيح وليس لمجرد التسلية مع إعطاء أسباب تأخر استعمال الإنترنت في العالم العربي.

أولا: استخدامات الإنترنت في التعليم

تعتبر الإنترنت أحد التقنيات التي يمكن استخدامها في التعليم العام بصفة عامة وقد عرفها كاتب بقوله " …..الإنترنت هي شبكة ضخمة من أجهزة الحاسب الآلي المرتبطة ببعضها البعض والمنتشرة حول العالم". وقد أكد على هذه الأهمية (Ellsworth,1994) حيث قال " إنه من المفرح جداً للتربويين أن يستخدموا شبكة الإنترنت التي توفر العديد من الفرص للمعلمين وللطلاب على حد سواء بطريقة ممتعة" أما (Watson, 1994) فقال " تعتبر وسائل الاتصالات الحديثة من أهم الأدوات التي استخدمتها في التدريس" ويؤكد     ( ثرو 1998) أن "التأثير الحقيقي لثورة المعلومات والاتصالات يوجد أمامنا وليس خلفنا."

        هذا ويشير بعض الباحثين إلى أن الإنترنت سوف تلعب دوراً كبيراً في تغيير الطريقة التعليمية المتعارف عليها في الوقت الحاضر، وبخاصة في مراحل التعليم الجامعي والعالي. فعن طريق الفيديو التفاعلي (Interactive Multimedia) لن يحتاج الأستاذ الجامعي مستقبلاً أن يقف أمام الطلاب لإلقاء محاضرته، ولا يحتاج الطالب أن يذهب إلى الجامعة، بل ستحل طريقة التعليم عن بعد (Distance Learning) بواسطة مدرس إلكتروني وبالتالي توفر على الطالب عناء الحضور إلى الجامعة. ويضرب المؤلف مثالاً حياً لدور خدمات الإنترنت في عملية التعليم ، وبالتحديد في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) الذي قدم ولأول مرة برنامجاً لنيل درجة الماجستير في "إدارة وتصميم الأنظمة" دون الحاجة لحضور الطلاب إلى الجامعة. وتعتبر أكاديمية جورجيا الطبية  (Georgia State Academic and Medical System) من أكبر الشبكات العالمية في العالم حيث يوجد فيها أكثر من 200 فصل دراسي في مختلف أنحاء العالم مرتبط بهذه الأكاديمية خلال عام1995، ومن خلال هذه الشبكة يستطيع الطلبة أخذ عدد من المواد والاختبار بها.

ويرى بعض الباحثين في هذا المجال أمثال ( ثرو، 1998)أن هذه الطريقة الإلكترونية في التعليم  مقتصرة فقط على المناهج الدراسية التي يغلب على محتواها أساليب العروض التوضيحية وذات الطابع التخيلي، لكن الحقيقية أن هذه الطريقة يمكن تكييفها لكل الأقسام العلمية، ثم أن هذه التقنية التعليمية المستقبلية ستكون مناسبة لبعض الدول النامية التي تفتقر إلى عاملي الكم والكيف في كوادر المعلمين.

        وقد علق على تطبيقات الإنترنت في التعليم بيل جيتس (1998) مدير عام شركة مايكروسوفت العالمية بقوله "…فإن طريق المعلومات السريع سوف يساعد على رفع المقاييس التعليمية لكل فرد في الأجيال القادمة، وسوف يتيح - الطريق- ظهور طرائق جديدة للتدريس ومجالاً أوسع بكثير للاختيار….وسوف يمثل التعلم باستخدام الحاسوب نقطة الانطلاق نحو التعلم المستمر من الحاسوب… وسوف يقوم مدرسو المستقبل الجيدون بما هو أكثر من تعريف الطلاب بكيفية العثور على المعلومات عبر طريق المعلومات السريع، فسيظل مطلوباً منهم أن يدركوا متى يختبرون، ومتى يعلقون، أو ينبهون، أو يثيرون الاهتمام".

 

 

 

أما (Williams, 1995) فقد ذكر أن هناك أربعة أسبابٍ رئيسية تجعلنا نستخدم الإنترنت في التعليم وهي:

1- الإنترنت مثال واقعي للقدرة على الحصول على المعلومات من مختلف أنحاء العالم.

2- تُساعد الإنترنت  على التعلم التعاوني الجماعي، نظراً لكثرة المعلومات المتوفرة عبر الإنترنت فإنه يصعب على الطالب البحث في كل القوائم لذا يمكن استخدام طريقة العمل الجماعي بين الطلاب ، حيث يقوم كل طالب بالبحث في قائمة معينة ثم يجتمع الطلاب لمناقشة ما تم التوصل إليه.

3- تساعد الإنترنت على الاتصال بالعالم بأسرع وقت وبأقل تكلفة.

4- تساعد الإنترنت على توفير أكثر من طريقة في التدريس ذلك أن الإنترنت هي بمثابة مكتبة كبيرة تتوفر فيها جميع الكتب سواءً كانت سهلة أو صعبة. كما أنه يوجد في الإنترنت بعض البرامج التعليمية باختلاف المستويات.

 

ثانيا: مميزات الإنترنت

استخدام الإنترنت كأداة أساسية في التعليم حقق الكثير من الإيجابيات. وقد ذكر كل من (Bates  و EastmondوWolf;) الإيجابيات التالية:

1- المرونة في الوقت والمكان.

2- إمكانية الوصول إلى عدد أكبر من الجمهور والمتابعين في مختلف العالم.

3- عدم النظر إلى ضرورة تطابق أجهزة الحاسوب وأنظمة التشغيل المستخدمة من قبل المشاهدين مع الأجهزة المستخدمة في الإرسال.

4- سرعة تطوير البرامج مقارنة بأنظمة الفيديو والأقراص المدمجة         (CD-Rom).

5- سهولة تطوير محتوى المناهج الموجودة عبر الإنترنت.

6- قلة التكلفة المادية مقارنة باستخدام الأقمار الصناعية ومحطات التلفزيون والراديو.

7- تغيير نظم وطرق التدريس التقليدية يساعد على إيجاد فصل مليء بالحيوية والنشاط.

8- إعطاء التعليم صبغة العالمية والخروج من الإطار المحلي.

9- سرعة التعليم وبمعنى آخر فإن الوقت المخصص للبحث عن موضوع معين باستخدام الإنترنت يكون قليلاً مقارنة بالطرق التقليدية.

10.   الحصول على آراء العلماء والمفكرين والباحثين المتخصصين في مختلف المجالات  في أي قضية علمية.

11- سرعة الحصول على المعلومات.

12- وظيفة الأستاذ في الفصل الدراسي تصبح بمثابة الموجة والمرشد وليس الملقي والملقن.

13- مساعدة الطلاب على تكوين علاقات عالمية إن صح التعبير.

14- إيجاد فصل بدون حائط (Classroom without Walls).

15- تطوير مهارات الطلاب على استخدام الحاسوب.

16-عدم التقيد بالساعات الدراسية حيث يمكن وضع المادة العلمية عبر الإنترنت ويستطيع الطلاب الحصول عليها في أي مكان وفي أي وقت.

ثالثا: تطبيقات البريد الإلكتروني في التعليم

        تختلف التقنيات الحديثة في استغلال خدمات الإنترنت وتتمثل في مايلي:

1- استخدام البريد الإلكتروني (Electronic Mail) كوسيط بين المعلم والطالب لإرسال الرسائل لجميع الطلاب، إرسال جميع الأوراق المطلوبة في المواد، إرسال الواجبات المنزلية، الرد على الاستفسارات، وكوسيط للتغذية الراجعة(Feedback ).

2- استخدام البريد الإلكتروني كوسيط لتسليم الواجب المنزلي حيث يقوم الأستاذ بتصحيح الإجابة ثم إرسالها مرة أخرى للطالب، وفي هذا العمل توفير للورق والوقت والجهد، حيث يمكن تسليم الواجب المنزلي في الليل أو في النهار دون الحاجة لمقابلة الأستاذ.

3- استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة للاتصال بالمتخصصين من مختلف دول العالم والاستفادة من خبراتهم وأبحاثهم في شتى المجالات.

4- استخدام البريد الإلكتروني كوسيط للاتصال بين أعضاء هيئة التدريس      والمدرسة أو الشئون الإدارية.

5- يساعد البريد الإلكتروني الطلاب على الاتصال بالمتخصصين في أي مكان بأقل تكلفة وتوفير للوقت والجهد للاستفادة منهم سواءً في تحرير الرسائل أو في الدراسات الخاصة أو في الاستشارات.

6- استخدام البريد الإلكتروني كوسيط للاتصال بين الجامعات العربية  في المستقبل يكون عبر البريد الإلكتروني  كما تفعل الجامعات في البلاد الغربية فقد ذكر (Scott, 1997) أن الجامعات في اليابان وأمريكا والصين وأوربا اعتمدت البريد الإلكتروني  كوسيلة اتصال معتمدة.

7- استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة اتصال بين الشؤون الإدارية بالوزارة والطلاب وذلك بإرسال التعاليم والأوراق المهمة والإعلانات للطلاب.

8- كما يمكن أيضا استخدام البريد الإلكتروني كوسيلة لإرسال اللوائح والتعاليم وما يستجد من أنظمة لأعضاء هيئة التدريس وغيرهم.

 

رابعا:عرض بعض التجارب في استخدام الإنترنت في التعليم العالي

        استناداً إلى ما ذكر من مميزات لشبكة الإنترنت، فقد قامت بعض البلدان بإدخال الإنترنت في التعليم. ومنها:

  1- كندا

بدأت كندا مشروع استخدام الإنترنت في التعليم في عام 1993م. كانت البداية في إحدى الجامعات حيث قام الطلاب بتجميع وترتيب بعض المصادر التعليمية على الشبكة. ثم طوّر الأمر إلى التعاون مع القطاعات الخاصة والعامة فكان مشروع (School Net). وبعد سنوات قليلة توسع المشروع ليقدم العديد من الخدمات مثل توفير مصادر المعلومات التي تخدم المدارس والمدرسين وأولياء الأمور وغيرها من الخدمات. كما أن القطاع الصناعي – الراعي الرئيسي للمشروع – بدأ في عام 1995م برنامجاً لحث ودعم وتدريب المدرسين على الأنشطة الصفية المبنية على استخدام الإنترنت. وقد رصدت الحكومة الكندية مبلغ 30 مليون دولار للتوسع في مشروع (School Net) خلال السنوات التالية لعام 1993م.

 2-كوريا

في مارس 1996م أعلن عن بداية مشروع (Kid Net). لإدخال شبكة الإنترنت في المدارس الابتدائية الكورية. ثم توسع المشروع ليشمل المدارس المتوسطة والثانوية ، ثم الكليات والجامعات. وقد قام هذا المشروع من خلال التعاون بين شبكة الشباب العالمية من أجل السلام (GYN) التي نشأت في جامعة ولاية متشجن الأمريكية وإحدى الصحف الكورية من جانب ووزارة الاتصالات والمعلومات ووزارة التعليم الكوريتين من جانب آخر. وكان من ضمن الخطة أن يتم تمويل المشروع من قبل المؤسسات الحكومية والأهلية والشركات ومن أراد التبرع من أولياء الأمور وغيرهم. حددت مدة عشر سنوات لتنفيذ هذا المشروع. وقد قسمت إلى أربعة مراحل. في المرحلة الأولى ومدتها سنة (1996م) تتم التجربة في 20 مدرسة ابتدائية. وتقسم بقية المدة إلى ثلاث فترات كل منها 3 سنوات. ففي الثلاث سنوات الأولى (1997-1999م) يتم إدخال الإنترنت في 500 مدرسة. وفي الفترة الثانية (2000-2002م) يتم توفير الخدمة لنصف المدارس الابتدائية في كوريا. أما في الفترة الأخيرة (2003 - 2005م) فيتم تحقيق الهدف بتوفير الخدمة لكل مدرسة ابتدائية.

 3- سنغافورة

        تبنت وزارة التعليم السنغافورية بالتعاون مع مجلس الحاسوب الوطني                 (National Computer board, NCB) مشروع ربط المدارس بشبكة الإنترنت. وكان الهدف هو توفير مصادر المعلومات للمدارس. ففي عام 1993م بدأ المشروع بست مدارس. وقد قادت التجربة إلى ربط المدارس والمشرفين على التعليم بالشبكة. كما تم ربط وزارة التعليم بشبكة الإنترنت. بعد ذلك توسع المشروع ليشمل الكليات المتوسطة (Junior Colleges).

وقد دعمت الحكومة السنغافورية الاستفادة من شبكة الإنترنت. فقد قامت وزارة المعلومات والفنون بإنشاء خدمة خارطة المعلومات (Information map) عن طريق شبكة الإنترنت ، وهي على شكل دليل لمصادر المعلومات الحكومية. وقد وضعت خطة باسم (تقنية المعلومات 2000 – 2000 IT) لجعل سنغافورة (جزيرة الذكاء) في القرن القادم. ولتحقيق ذلك كان على وزارة التعليم أن تتبنى خطة استراتيجية لنشر تقنية المعلومات من خلال التعليم. وقد قامت هذه الخطة على الفرضيات التالية:

1- أدبيات الحاسوب من المهارات الأساسية التي يجب أن يكتسبها كل معلم وطالب في مدارس سنغافورة.

2- يمكن تحسين مهارات التعلم باستخدام تقنية المعلومات.

3- أن بيئة التعلم والتعليم الغنية بتقنيات المعلومات يمكن أن توجد الدافع للتعلم وتحث على الإبداع والتعلم الفعال.

4- أن تكامل تقنية المعلومات مع التعليم يمكن أن يوجد تغييراً وتجديداً في نوعية التعليم.

إلى جانب هذه الخطة ، بدأت وزارة التعليم في سنغافورة ومجلس الحاسوب الوطني مشروع تسريع تقنية المعلومات في المدارس الابتدائية. ويهدف هذا المشروع إلى تحسين استخدام تقنية المعلومات في التعلم والتعليم في المدارس الابتدائية باستخدام تقنية الوسائط المتعددة بشكل أفضل مما هو قائم، وذلك من خلال ربط الأجهزة الشخصية الموجودة في المدارس بشبكة موحدة يتم ربطها بشبكة الإنترنت.

 خامسا: العوائق التي تقف أمام استخدام الإنترنت في التعليم العالي

        إن المتتبع لهذه التقنية يجد أن الإنترنت كغيرها من الوسائل الحديثة لها بعض العوائق، وهذه العوائق إما أن تكون مادية أو بشرية. ثم إن المتتبع للعقبات التي تواجه الدول الأخرى يجد أن هناك توافق مع الواقع الحالي للتعليم العالي في الدول العربية وأهم العوائق هي:

1- التكلفة المادية

        التكلفة المادية المحتاجة لتوفير هذه الخدمة في مرحلة التأسيس أحد الأسباب الرئيسية من عدم استخدام الإنترنت في التعليم. ذلك أن تأسيس هذه الشبكة يحتاج لخطوط هاتف بمواصفات معينة، وحواسيب معينة. ونظراً لتطور البرامج والأجهزة فإن هذا يُضيف عبئاً آخر على الجامعات. ولاشك أن بعض الجامعات لا تستطيع أن توفر هذا خلال سنوات قليلة ثم إن ملاحقة التطور مطلب أساسي من مطالب القرن ولهذا لابد من النظر إلى هذا بعين الاعتبار عند التأسيس.

2- المشاكل الفنية

        الانقطاع أثناء البحث والتصفح وإرسال الرسائل لسبب فني أو غيره مشكلة تواجهها الجامعات في الوقت الحاضر، مما يضطر المستخدم إلى الرجوع مرة أخرى إلى الشبكة وقد يفقد البيانات التي كتبها. وفي معظم الأحيان يكون من الصعوبة الدخول للشبكة أو الرجوع إلى مواقع البحث التي كان يتصفح فيها.

3- اتجاهات المعلمين نحو استخدام التقنية

        ليست العوائق المالية أو الفنية هي السبب الرئيسي من استخدام التقنية، بل إن العنصر البشري له دور كبير في ذلك، وقد ذكر (Michels,1996) في دراسته لنيل درجة الدكتوراه التي تقدم بها لجامعة مينسوتا والتي كانت بعنوان (استخدام الكليات المتوسطة للإنترنت : دراسة استخدام الإنترنت من قبل أعضاء هيئة التدريس) أنه بالرغم من تطبيقات الإنترنت في المصانع والغرف التجارية والأعمال الإدارية إلا أن تطبيقات(استخدام) هذه الشبكة في التعليم أقل من المتوقع ويسير ببطء شديد عند المقارنة بما ينبغي أن يكون. وشدد McNeil على " إن البحث في اتجاهات أعضاء هيئة التدريس نحو استخدام هذه التقنية وأهميتها في التعليم، أهم من معرفة تطبيقات هذه الشبكة في التعليم".

 

أما عن أسباب هذا العزوف من بعض أعضاء هيئة التدريس فهو راجع إلى عدم الوعي بأهمية هذه التقنية أولاً، وعدم القدرة على الاستخدام ثانياً ، وعدم استخدام الحاسوب ثالثاً. والحل هو ضرورة وضع برامج تدريبية للمعلمين خاصة بكيفية استخدام الحاسب الآلي على وجه العموم أولاً وباستخدام الإنترنت على وجهة الخصوص ثانياً، وعن كيفية استخدام هذه التقنية في التعليم ثالثاً.

4- اللغة

 نظراً لأن معظم البحوث المكتوبة في الإنترنت باللغة الإنجليزية لذا فإن الاستفادة الكاملة من هذه الشبكة ستكون من نصيب من يتقن اللغة وهم قلة قليلة في الجامعات العربية. ومن هنا يمكن القول لابد من إعادة النظر في ما يلي:

  1- إعادة تأهيل أساتذة الجامعات في مجال اللغة.

  2- ضرورة بناء قواعد بيانات باللغة العربية لكي يتسنى للباحثين الاستفادة من تلك الشبكة.

 5- الدخول إلى الأماكن الممنوعة

إن الأمن الفكري والأخلاقي والاجتماعي والسياسي من أهم المبادئ التي تؤكد عليها المؤسسات التعليمية بجميع مراحلها التعليمية، بل أن من أهداف المدارس توفير هذه الحماية السابقة الذكر. ونظراً لأن الاشتراك في شبكة الإنترنت ليس محصوراً على فئة معينة مثقفة وواعية للاستخدام ، لذا فمن أهم العوائق التي تقف أمام استخدام هذه الشبكة هي الدخول إلى بعض المواقع التي تدعو إما إلى الرذيلة ونبذ القيم والدين والأخلاق أو أنها تدعو إلى التمرد والعصيان على ولاة أمر المسلمين وعلمائهم و مشايخهم، وكل هذا تحت اسم التحرر والتطور ونبذ الدين وحرية الرأي إلى غير ذلك من الشعارات الزائفة. وللحد من هذا قامت بعض المؤسسات التعليمية بوضع برامج خاصة أو ما يسميه البعض بحاجز الحماية (Firewall) تمنع الدخول لتلك المواقع. لكن الحقيقة كما قال مادوكس Maddox من الصعوبة حصر هذه المواقع لكن التوعية بأضرار هذه المواقع هو النتيجة الفعالة.

6- كثرة أدوات (مراكز) البحث (Search Engines)

        من المشكلات أو العوائق التي تقف أمام مستخدمي شبكة الإنترنت هي كثرة أدوات البحث أو كما يسميها البعض بمراكز البحث والتي من أهمها Yahoo, Lycos, Alta-Vista, Excite, Infoseek، …..WebCrawler والإنترنت عبارة عن محيط عظيم الاتساع والانتشار وبالتالي فإن عملية البحث عن معلومة معينة أو موقع معين أو شخص معين سوف تكون في غاية الصعوبة ما لم تتوفر الأدوات المساعدة على عملية البحث Search Engines)). وهناك العديد من مراكز البحوث (أدوات البحث) في الإنترنت وهي (Gopher, Wais, FTP, Telnet ).

إن السؤال الحقيقي هو ما الطريقة المثلى للبحث في الإنترنت؟ إن الإجابة على هذا السؤال ليست صعبة وليست سهلة في نفس الوقت. فالبحث في الإنترنت هو بمثابة البحث في مكتبة كبيرة، بل إن البعض  يسمي الإنترنت " بالمكتبة الكبرى " .

سادسا: التعليم الالكتروني الشامل كحل أمثل لاستغلال الإنترنت في الجامعات

التعليم الالكتروني أو الافتراضي هو ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال بين المعلمين والمتعلمين وبين المتعلمين والمؤسسة التعليمية برمتها، وهناك مصطلحات كثيرة تستخدم بالتبادل مع هذا المصطلح منها:Online Education وَ Web Based Education وَ Electronic; Education وغيرها من المصطلحات. ويميل البعض إلى استخدام مصطلح التعليم الالكتروني بدلا من مصطلح التعليم الافتراضي، وذلك لأن هذا النوع من التعليم شبيه بالتعليم المعتاد إلا أنه يعتمد على الوسائط الالكترونية، فالتعليم إذن حقيقيا وليس افتراضيا كما يدل على ذلك مصطلح التعليم الافتراضي. يقول دوبس وفليب: " إن المتعلم إلكترونيا هو متعلم حقيقي لكنه يتعلم في بيئة إلكترونية"، ويؤكد هذه الحقيقة رتشارد لويس حينما يتساءل عن طبيعة المعنى الدقيق لكلمة افتراضي (Virtual) فيجد أنها تعني شيئا ليس حقيقيا، ولكن هل التعليم باستخدام التقنيات الالكترونية –كما يذكر- ليس حقيقيا؟! (Lewis, 1997) . إننا يجب أن ننظر إلى النتائج لا أن ننظر إلى عدم ظهور هذا النوع من التعلم، ولا شك أن نتائج هذا التعليم توحي بوجود تعليما حقيقيا ربما يواكب التعليم المعتاد.

 

1- طبيعة التعليم الالكتروني

بنظرة سريعة إلى التعليم الالكتروني أو الافتراضي يمكن القول أن ذلك النوع من التعليم الذي يعتمد على استخدام الوسائط الالكترونية في الاتصال، واستقبال المعلومات، واكتساب المهارات، والتفاعل بين الطالب والمعلم وبين الطالب والمدرسة-وربما بين المدرسة والمعلم-. ولا يستلزم هذا النوع من التعليم وجود مباني مدرسية أو صفوف دراسية، بل إنه يلغي جميع المكونات المادية للتعليم، ولكي نوضح الصورة الحقيقية له نرى أنه ذلك النوع من التعليم الافتراضي بوسائله، الواقعي بنتائجه. ويرتبط هذا النوع بالوسائل الالكترونية وشبكات المعلومات والاتصالات، وأشهرها شبكة المعلومات الدولية (انترنت) التي أصبحت وسيطا فاعلا للتعليم الالكتروني.

ويتم التعليم عن طريق الاتصال والتواصل بين المعلم والمتعلم وعن طريق التفاعل بين المتعلم ووسائل التعليم الالكترونية الأخرى كالدروس الالكترونية والمكتبة الالكترونية والكتاب الالكتروني وغيرها.

 

2- المتعلم الكترونيا Virtual Learner 

وكما شاع استخدام مصطلح الجامعة الافتراضية (Virtual University) وحجرة الدراسة الافتراضية (Virtual Classroom )، فقد شاع أيضاً استخدام مصطلح المتعلّم الافتراضي (Virtual Learner) ، وإذا كنا قد سلمنا بعدم مناسبة استخدام مصطلح التعليم الافتراضي، فإنه من الأجدر أن نسلم بعدم ملائمة استخدام مصطلح " المتعلم الافتراضي"، ولذلك، نحن نرى خطأ هذا المصطلح وتصحيحه بمصطلح "المتعلم إلكترونيا" نظرا لأن الطالب (الإنسان) ولن يتغير نوعه بتغير التقنية أو الأداة التي يستخدمها للتعلم ،  وإنما الذي تغير كيفية أو طريقة تعلمه ولهذا كان الأنسب عدم تغيير المتعلم وإضافة كلمة تفيد الطريقة التي يتم التعلم بها، وهي كلمة إلكترونيا كما شرحنا آنفا.

وقد  يكون من الضروري الإشارة إلى أن مصطلح المتعلم إلكترونيا أو التلميذ الافتراضي مصطلح غير مستقر فقد يطلق هذا المصطلح ويراد به المتعلم الحقيقي(Actual  ، وقد    يطلق ويراد به المتعلم الإلكتروني (Virtual Learner) أو الـ (Virtual Student) وفي هذه الحال فإن المقصود هنا هو مايعرف الوكيل الإلكتروني (Virtual Agent)  أو الـ (Cyber Agent) الذي يحل محل الطالب في الجلسات التعليمية  عند عدم تمكنه من حضورها، أو رفيق الدراسة الافتراضي،  (Virtual Companion)  وهؤلاء في الحقيقة ليسوا طلاباً ولا رفقاء حقيقيون، فالطالب أو الرفيق الإلكتروني هنا  عبارة عن برنامج إرشادي وتعليمي ذكي يتفاعل معه الطالب الحقيقي ، فبدلاً من  اختيار طالب حقيقي  يمكنه اختيار طالب افتراضي يتشارك معه في الوصول إلى حلول للمشكلات، ويتبادل معه الأدوار، وكما أن هناك طالباً افتراضياً فهناك أيضاً المرشد الافتراضي (Virtual Tutor) ومساعد المعلم الشخصي الافتراضي (Virtual Personal Teacher .

ومنه، يمكن القول بأن المدرسة الافتراضية قد لاقت نجاحا في بعض الدول التي تعتمد في قطاع التعليم على هذا الأسلوب وأكبر دليل على ذلك المدارس الافتراضية التي أنشأت على الإنترنت ومثال على ذلك :

 

1-      مدرسة الاباما الثانوية Alabama Online High School (AOHS)

وهي إحدى مشاريع برنامج البحوث والخدمات  الريفية Program for Rural Services and Research بجامعة الاباما. وتعتبر هذه المدرسة مزود خدمات لمدارس الاباما الحكومية Alabama public schools. وتمكن هذه المدرسة مدراء المدارس  من تسجيل مدارسهم و طلابهم فيها.

في هذه المدرسة يمكن لمعلمي ولاية الاباما المعتمدين (Certified teachers) الدخول إلى حصصهم في أي وقت من النهار أو الليل من أي موقع يجدون منه وصول إلى الشبكة العنكبوتية العالمية. ويمكن للمعلم أن يجدول طلابه لحضور حصة في أي وقت ومن أي مكان عبر اتصال إنترنت. ويمكن للطلاب عبر الإنترنت الوصول إلى محتوى المقرر والواجبات، والتفاعل الثنائي مع المعلم الإلكتروني. وهناك موجه (منسق الموقع) مقيم بموقع مدرسة الطالب المستفيد وهو مدرب ومعتمد من قبل مدرسة الاباما، يكون حاضراً مع الطلاب. وعلى الطالب إتمام 140 ساعة اتصال مطلوبة لكل مقرر معتمد كما هو محدد في ولاية الاباما. ومدير المدرسة المستفيدة هو الذي يحدد إذا ما كان الطالب قد استكمل نصاب هذه الـساعات أم لا. للاطلاع أكثر على محتوى برامج هذه المدرسة الافتراضية يمكن الدخول إلى موقعها على الإنترنت والموضح في قائمة المراجع.

 

2- مدرسة فلوريدا الافتراضية   Florida Virtual School (FVS) 

         بدأت مدرسة فلوريدا الافتراضية  Florida Virtual School أنشطتها في شهر أوت 1997 كمشروع وصل بين المدرستين الإقليميتين الحكوميتين:المدرسة الحكومية الكونتيسة البرتقالية (Orange County Public Schools) ومدرســــــة           Alachua County اللتين انطلقتا في فضاء الإنترنت عام 1996 ، وذلك بطاقة 15 تربوي خدموا في وظائف الإدارة والتعليم.

وقد كانت مهمة المشروع هي وضع مدرسة ثانوية كاملة عبر الإنترنت بحلول عام 2001 وتضمين الخدمات الطلابية فيها لتمكين الطلاب من الانتقال بنجاح لمعاهد ما بعد الثانوية و لمجال العمل. وللحفاظ على الأداء المتميز، فقد صمم محتوى المقررات ليطابق متطلبات معايير إدارة  ولاية فلوريدا سنشاين Florida Sunshine State Standards  ومقاييس أخرى. إن مهمة مدرسة فلوريدا الافتراضية هي تزويد الطلاب بفرص تعليمية قائمة على تقنية عالية الجودة لاكتساب المعرفة والمهارات اللازمة للنجاح في القرن 21م وتغطي مدرسة FLVS كل مدارس منطقة فلوريدا الـ67، بالإضافة إلى المدارس الدستورية  charter، والمدارس الخاصة non-public، وطلبة المنازل homeschoolers. وتخدم المدرسة الطلاب من الولايات والدول الأخرى وتخدم الفئة الطلابية.

     كما فاق عدد الطلاب المسجلين بالمدرسة 8200 طالب للعام الدراسي 2001/2002م، ويظهر تسجيل عام 2002/2003 ما يربو على 10.000طالب. والمقررات مجانية لطلاب ولاية فلوريدا، لكنها مقدمة برسوم للطلاب من غير ولاية فلوريدا. وتضم المدرسة ما يزيد عن 100 معلم يقطنون على امتداد ولاية فلوريدا. وكل معلمي FLVS يمتلكون شهادة تدريس معتمدة بفلوريدا وهم مؤهلون في المجال الذي يدرسونه. ويمتلك أربعة عشر من التربويين اعتماد شهادة المعلم الوطني  National Teacher Certification.

    فجميع مقررات المدرسة ترسل عبر الإنترنت، ولزيادة نجاح الطلاب في المقررات، تقدم لهم تشكيلة متنوعة من المصادر القائمة على الإنترنت، والمصادر القائمة على التقنية، والمصادر التقليدية. ويتصل المعلمون بالطلاب وأولياء الأمور عن طريق البريد العادي، والهاتف، والبريد الإلكتروني ومجموعات المحادثة عبر الإنترنت. وللاطلاع على المزيد من المعلومات حول المدرسة يمكن زيارة موقعها على الإنترنت المبين في قائمة المراجع.

 

 الخــاتـمــــة

 

بناءا على ما تم عرضة في هذا البحث يمكن استنتاج دور الإنترنت في التعليم بشتى أطواره ناهيك عن التعليم العالي بشكل خاص والذي يعد من أعلى مراتب التعليم والتي تفرض على المتعلم أن يكون متمكنا من جميع المجالات. وعليه، فإن التكنولوجيا الحديثة تفرض على خريجي الجامعات العربية أن يواكبوا التطورات الحاصلة في مجال المعلوماتية لكي يصبحوا مكونين ومؤهلين لمسك مناصب حساسة تعتمد على الخبرات والمهارات العالية.

ولا يسعني إلا أن أقدم بعض الاقتراحات لترسيخ مفهوم الإنترنت بكل ما تحمله الكلمة من معنى في أذهان طلابنا وأساتذتنا عبر الجامعات العربية وهي كالتالي:

1-    أن يشكل في كل دولة عربية لجنة عليا للمعلومات التربوية تتولى مسئولية وضع سياسات واستراتيجيات المعلومات التربوية وتخطيطها والإشراف عليها فضلا عن تطويرها ورفع مستوى خدماتها .

2-    استحداث جهاز مركزي للمعلومات التربوية في كل دولة وهذا الجهاز يربط بين المكتبات وإدارات المعلومات والحاسب الآلي للتنسيق فيما بينها وتحديد اختصاصات ومسئوليات كل منها في نطاق متكامل يضمن توحيد الجهود، وعدم تكرارها في سبيل تقديم برنامج موحد للمعلومات التربوية.

3-    إنشاء شبكة للمعلومات التربوية على مستوى كل قطر عربي ومن ثم شبكة عربية للمعلومات التربوية تتعاون مع الشبكات الخارجية والدولية عن طريق الاتفاقيات الثنائية لتبادل المعلومات والبيانات الببليوجرافية والخبرات الفنية.

4-    الاستفادة من إمكانات تكنولوجيا المعلومات المتقدمة في تخزين واسترجاع المعلومات وبثها وتدريب المستفيدين على استخدامها في الحصول على المعلومات .

5-    التعاون مع شبكات المعلومات التربوية الخارجية، الوطنية، الإقليمية والدولية عن طريق الاتفاقيات الثنائية بين جهاز المعلومات والبيانات الببليوجرافية، الخبرات الفنية.

6-    وضع خطة شاملة لنشر المعلومات التي تنتجها وزارات التربية والتعليم العالي، بما فيها جهاز المعلومات التربوية المقترح وتوزيعها على الجهات المعنية، ومن المفيد إصدار عدد من الدوريات التي تهتم بالتعريف بالمواد التربوية، المستخلصات، والاكتشافات....

7-    الإعلان عن خدمات المعلومات التي يقدمها جهاز المعلومات التربوية المقترح  بطرق الإعلان المختلفة لتوعية المستفيدين بمجالات الخدمة المتنوعة وإجراءاتها.

8-    أن تبادر الأقطار العربية إلى القيام مباشرة بوضع الخطط التربوية والتكنولوجية لرفع التحدي والاستفادة من هذه التحولات العلمية في تنميتها البشرية الشاملة.

 ويكمن نجاح الخطة العربية في مجال التنمية البشرية في المقومات التالية:

* تبادر الجامعات العربية إلى إعطاء أهمية قصوى لتكنولوجيا المعلومات والاتصال، واستخدامها في توفير التعلم الإلكتروني في عدد من المواد الدراسية يزداد تدريجيا .

* تساعد الجامعات وزارات التربية والتعليم العالي على تدريب معلميها ومدرسيها وتزويدهم بالمهارات اللازمة لتعليم تكنولوجيا المعلومات والاتصال في المدارس فتعمل وزارات التربية والتعليم العالي على محو الأمية المعلوماتية التكنولوجية في مدارسها الابتدائية ، وتطوير مناهج هذه المدارس لتأكيد دروس الرياضيات والبرمجة والاتصال   ( ابتداء من المدارس الابتدائية فالثانوية ) خصوصا أن المعرفة العصرية ، فضلا عن المستقبلية لم يعد ما هو مطور على صفحات الكتب والدوريات هو مصدرها الوحيد وإنما يوجد هذه التقنيات المتعددة والتي جعلت من العلم بها ضرورة وحسن التعامل معها والاستفادة بها فرض عين على كل طالب جامعي وما لها من أثر على أساليب التعليم والمعلم.

* تقوم مشاركة حقيقية بين الجامعات العربية والشركات والمؤسسات الاقتصادية الوطنية ، لتدريب منتسبي هذه الشركات والمؤسسات وتنمية معارفهم المهنية وتحديثها من أجل الاستجابة لمتطلبات سوق العمل والتحولات التقنية السريعة.

* وحتى لا نكون مستهلكين فقط للتكنولوجيا الغربية، ينبغي على الحكومات العربية تشجيع القطاع الخاص على تأسيس الشركات الوطنية لتصنيع الحاسبات وإنتاج البرامج اللازمة والعمل على توفير البنية التحتية خاصة في مجال تجهيزات الحاسبات والشبكات والاتصالات لتسهيل استخدام الإنترنت.

* ولكي يحقق التعلم الإلكتروني فائدته المرجوة في تعميم المعرفة وتيسير التدريب ووضعهما في متناول ( العامة من الناس) وعدم اقتصارهما على ( الخاصة من الناس ) ينبغي على جامعاتنا توفير برامج التعلم الإلكتروني باللغة الوطنية. وفى الوقت ذاته تقوم مؤسساتنا التربوية بتعليم اللغات الأجنبية، وخاصة العالمية منها وتطوير مناهجها وطرق تدريسها ليتمكن طلابنا من اكتسابها بصورة سريعة وفعالة.

9-    الاهتمام بإقامة دورات تدريبية لطلاب الجامعات والمعاهد لتمكينهم من إتقان البحث وتكنولوجيا المعلومات المتاحة على الإنترنت. والاهتمام بالمكتبات المتخصصة بالجامعات ودعمها وتزويدها بأحدث التقنيات المستخدمة في مجال المكتبات بما في ذلك إنشاء مكتبة للأقراص المدمجة ( CD- ROM ) تمهيدا لإتاحتها عبر الإنترنت.

10-   الاهتمام بالإفادة من مصادر المعلومات الدولية المتوافرة على الإنترنت خاصة في مجال البحث العلمي، وإيلائه الأهمية التي يستحقها وحث المؤسسات الوطنية على تخصيص 2-3% من ميزانيتها للبحث العلمي في مجال تخصصها كما هو حاصل في: إسرائيل 2.35% والسويد 3.12% واليابان 3% وسويسرا 2.68%.

11-   أن تقوم فلسفة التعليم العالي على جملة من المبادئ المنبثقة من التقسيمات الأساسية للمجتمع، بحيث تعمل على:

* بعث الروح الوطنية عن طريق تحدي الصعاب وابتكار الحلول المناسبة، مع مرونة إيجابية رشيدة تستوعب ما تأتي به المتغيرات من تحولات تكنولوجية.

* التنمية البشرية، بحيث يصبح الإنسان محور عملية التنمية، ذكرا وأنثى، في غذائه وصحته وتعليمه وترفيهه وبيئته، وحقه في المشاركة في بناء مجتمعه.

* المساهمة في بناء مجتمع معرفي بحيث، تصبح الدول العربية منتجة للمعرفة بأدواتها ومحتواها، بجهد متواصل تشارك فيه مختلف المعاهد التعليمية والبحثية والإنتاجية، على أساس أن التعليم هو وعاء القيم والمثل، ومصنع المهارات والفنون والمعارف، وضابط الإيقاع لحركة العناصر المجتمعية.

* التنوع الفكري بحيث، لا يتاح لتيار منفرد  سواء أكان آتيا من الداخل أم الخارج، أن يزعم لنفسه امتلاك الحقيقة ويفرض وصايته .

* الحفاظ على الهوية الثقافية كسبيل لعدم الذوبان في الآخر في ظل النظام العالمي الجديد.

12-   ينبغي التنسيق بين التعليم العالي والتعليم التربوي، وخاصة بالنسبة لحاملي شهادات البكالوريا، بحيث يكون للجامعات دورها في تحديد النظام والشروط الواجب توافرها فيمن يريد الالتحاق بها، سواء بإضافة مجموعة من المقررات المؤهلة لامتحان البكالوريا، أو أن تقوم الجامعات نفسها بهذه المقررات عند التحاق الطلاب بها .

13-   التأكيد على أن يكون قبول طلاب الدراسات العليا لدرجتي الماجستير والدكتوراه من صفوة الخريجين في المرحلة الجامعية الأولى وأن يكون من معايير الاختيار إتقان الطالب لغة أجنبية مناسبة.

14-   ربط المؤسسات الجامعية و التعليم العالي ما بعد التدرج معا في شبكة قومية للمعلومات، مما يزود مخططي سياسات التعليم الجامعي والتعليم ما بعد التدرج ومتخذي القرار في مؤسسات هذا التعليم، وكذلك تزويد المسئولين التنفيذيين والأساتذة الباحثين بالمعلومات اللازمة لإنجاح أعمالهم وإدارتها وتنفيذها ضمن الخطة الموضوعة وتبادلها مع مؤسسات التعليم العالي في دول أخرى.

 ويتكون نظام المعلومات الجامعية من قواعد بيانات متعددة تعالج كل مجالات عمل التعليم العالي بحيث، يشمل هذا النظام قواعد البيانات التالية: قاعدة بيانات المكتبة، قاعدة بيانات البرامج العلمية، قاعدة بيانات البحوث والدراسات، قاعدة بيانات العاملين في الجامعة، قاعدة بيانات المراكز المتخصصة، قاعدة بيانات المختبرات العلمية، قاعدة بيانات الطلاب، قاعدة بيانات الإدارة.

            وخلاصة ما سبق هو أن نعمل على إدخال تعديلات وتجديدات جذرية في نظمنا للتعليم العالي. بحيث، يصبح التعليم المستمر مدى الحياة أحد المجالات الرئيسية للاهتمام والرعاية، ومن ثم الاهتمام والتوسع في صيغ متنوعة للتعليم العالي مثل: الجامعة المفتوحة، الجامعة بلا أسوار، وكليات المجتمع، والكليات التكنولوجية، والجامعات الحرة، والتعليم العالي بالمراسلة، وكلها – وغيرها – أنماط جديدة وبدائل للتعليم العالي غير ما هو دارج ومألوف من مؤسسات تقليدية.

 

 

المراجع بالعربية

 

1- أحمد محمد، تقويم مسارات الحاسب الآلي كوسيلة تعليمية في الوطن العربي: الواقع والطموح، رسالة الخليج العربي، العدد الثلاثون، 1990.

2- الشماس  خالد وآخرون، دور وزارة المعارف القطرية في التحول إلى المجتمع المعلوماتي : دراسة ميدانية، مجلة عربيوتر، عدد 31 ،أوت 1992.

3- المحيسن إبراهيم، المعلوماتية في التعليم، مجلة عربيوتر، عدد 73، أكتوبر 1996.

المراجع بالإنجليزية 

1- Ellsworth& H.Gill, Education on the Internet, 1st, Sams Publishing, 1994.

2-http://www.isoc.org/whatis/conferences/inet96/proceedings/c4/c4_1.htm, Montreal, Canada, 1996.

3-URL:  http://www.isoc.org/whatis/conferences/inet79/proceedings /D4/D4_2.htm, Kuala Lumpur, Malaysia, 1997.

4-.M.Roddy, Using the Internet Preserves Novice Teachers. Paper presented at the 7th International Conference of Technology and Teacher; 1996. 

مواقع بعض المدارس الافتراضية

 

1- مدرسة فلوريدا الافتراضية  

Florida Virtual School (FVS) 

 

موقع المدرسة على الإنترنت:         http://www.flvs.net/

 

2- مدرسة الاباما الثانوية

      Alabama Online High School (AOHS) 

 

موقع المدرسة على الإنترنت:      http://aohs.state.al.us/ 

 

3- http://www.flvs.net/learn_more/history.htm, 

4- http://www.flvs.net/learn_more/facts.htm



27/01/2011
0 Poster un commentaire

Inscrivez-vous au blog

Soyez prévenu par email des prochaines mises à jour

Rejoignez les 9 autres membres